خيانة المرأة العاطفية .. شبح يهدد العلاقة الزوجية

إذا سألنا عن الأسباب المؤدية للخيانة الزوجية من قبل المرأة، سوف نتوصل بلا شك إلى عديد من الآراء ووجهات النظر.

ولكن تتفق هذه الآراء وتتمركز حول نقطة واحدة ألا وهى العلاقات الجنسية مع شخص آخر غير الزوج، والتى تعد من أحد أكثر الأسباب التى تهدد العلاقات الزوجية بل وتدمرها وتضعف من شوكتها.

ومن العلامات المنذرة لفشل العلاقات الزوجية هى قضاء المرأة الأوقات الطويلة فى العمل حتى الساعات المتأخرة من الليل، وتليفونات الهاتف المجهولة وكذلك تغيير نمط الملابس وغيرها من تلك الأفعال غريبة الشأن والطارئة على الحياة الزوجية فى نفس الوقت.

ووفقا لما ذكرته الجمعية الأمريكية لمعالجة قضايا الأسرة والزواج أن العديد من الخيانات الزوجية هى خيانات ضعيفة جنسياً، وأكدت على ذلك أحدث الدراسات بأن حوالي 35% من النساء ومايقرب من 45% من الرجال يشاركون فى تلك العلاقات الغير جنسية مع أشخاص آخرين.

ومن هنا فنحن على أعتاب بوابة جديدة للخيانة الزوجية، آلا وهى بوابة"الخيانة العاطفية" فأهلا بكم.
وقد ذكر دكتور وليم ديهولتي أستاذ علوم الأسرة الإجتماعية بجامعة مينيسوتا "أنكِ إذا كنتِ ترين أن علاقتك مع شخص آخر غير زوجك هى جزء من حياتك الخاصة، فأنتِ بالطبع تخونينه خيانة مطلقة حتى ولو اقتصرت تلك العلاقة على الصداقة فقط".

فالخيانة العاطفية هى خيانة مببدة للمشاعر الزوجية، ولا تنظري على أنها بالأمر اليسير أو الطبيعي.
فهي تبدأ من مجرد ابتسامة بسيطة مع الشخص الآخر، ثم تتطور إلى المحادثات عبر الإنترنت وتأتي بعدها المحادثات الهاتفية طوال الليل.

وتتطور شكل العلاقة بينكما حتى يحدث الاتصال الجنسي، وهو ناتج عن تزايد وتطور الحميمية بينكما.

فمن خلال الخيانة العاطفية أنتما لا تتبادلان كلام الغزل فحسب، بل وأيضا أحلامكما وأمانيكما وحتى مشاكل زواج كل منكما.

وفى أغلب الأحيان يكون الطلاق هو نتاج خيانة المرأة العاطفية، ولكن وفقا لما ذكره الخبراء أن العلاقات الزوجية لا ينبغي لها أن تنتهي بمجرد حدوث الخيانة.

وذكر Peggy Vaughan مؤلف كتاب أسطورة الزواج الأحادي -الزواج من شخص واحد- أن الخيانة العاطفية تؤثر على الشخص وتجعله يخون شريكه دون قصد، وفى عالمنا هذا شديد الاتصال أصبحت الحدود بين الأصدقاء والمحبين ضبابية الشكل.

فالخيانة الزوجية تحدث بين شخصين كونا على -غير قصد- علاقة عاطفية بينهما، ويرجع سبب تكوين تلك العلاقة إلى تجاوز حدود الصداقة أو الزمالة لتنتهى الحالة بالوقوع فى الحب الرومانسي.

إدمان الذكور:
وفقا للعلوم الطبية نحن فقط لا نجد فى الرجال أنهم جذابون، بل أيضا نتعلق بهم وتصل الأمور بنا إلى مرحلة الإدمان ، وتخبرنا عالمة الأنثربولوجيا Helen E. Fisher أن الحب له نفس تأثير العقاقير المخدرة.

فالدوبامين هو المادة الكيميائية التى يفرزها المخ عند تناول العقاقير المخدرة، وبالمثل فتلك الحالة تحدث عند وقوع الإنسان فى الحب، وكلما زادت نسبة الدوبامين فى المخ، زاد معها إفراز التستسترون (وهو الهرمون المسئول عن الإتصالات الجنسية).

"بدأنا فى العمل لأوقات متأخرة من الليل، ولا أدرى أكنا فى حاجة للعمل لفترات طويلة أم أننا اعتدنا على قضاء العديد من الأوقات سويا"

كتبت دكتورة Shirley Glass فى كتابها "ليس فقط أصدقاء" أننا حين ننظر إلى بداية تلك العلاقات، سوف نندهش بسرعة تخطيها لحدود الصداقة أو الزمالة فى العمل أو غيره.
وتحدثنا Sophie Jones 26 عاما عن تجربتها فى ذلك قائلة: "كنت أعمل فى مشروع كبير،وكان Rob يعمل به أيضا، فمنذ البداية حدث بيننا انجذاب شديد ونظرا لأني متزوجة وهو أيضا متزوج لم نعترف بذلك إطلاقا، ولكن هذا لم يمنع ضربات قلبي من الخفقان فى كل مرة كنت أراه فيها.

بدأنا فى العمل لأوقات متأخرة من الليل، ولا أدرى أكنا فى حاجة للعمل لفترات طويلة أم أننا اعتدنا على قضاء العديد من الأوقات سويا، وبمرور الوقت انتهى المشروع الذي كنا نقوم به سويا، ولكننا أصبحنا فى أشد الحاجة إلى الاتصال ببعضنا البعض.

وهذا ما كان يدفعنا إلى تعويض الأوقات التى لا تجمعنا، من خلال رسائل الهاتف الغزلية وكذلك الرسائل الإلكترونية عبر الإنترنت، واستمر الحال على ذلك إلى أن نبهتني صديقتي أنني فى كارثة محققة، حيث أن زوجي أصبح يفتقدني كثيرا وأصبحت انا مهملة فى حياتي الزوجية بشكل كبير.

وتقول M. Gary Neuman مؤلفة كتاب "الخيانة العاطفية" أننا يمكن ألا نخون أزواجنا جنسيا، ولكن الحقيقة تكمن فى أننا تقوم بإهدار الطاقة التى تفتقر إليها علاقتنا الزوجية مع ذلك الشخص الآخر.

فنحن بداخلنا الكثير من الطاقة العاطفية التى نحتاج إلى تفريغها، وإذا تورطنا فى علاقة حب داخل العمل فسوف يؤثر ذلك بلا شك على علاقتنا الزوجية التى تعد هذه الطاقة هى مصدر بقائها واستمرارها.

0 commentaires :

Enregistrer un commentaire

اهلا و مرحبا بكم على موقع
ثقف نفسك
www.alomix.com
اضغط هنا للتعليق على الموضوع

دورة الفيسبوك

Fourni par Blogger.

المشاركات القديمة