الإحساس بالجوع هو الدافع الرئيسي للإقبال علي الطعام لمرات عديدة وأحيانا علي فترات متقاربة وما يرتبط ذلك بحدوث السمنة‏ وقد يمثل ذلك مشكلة لمرضي السكر و

عندما يقع الطلاق بين الآباء ... ما هو رد فعل الأطفال : العدوانية، الحزن، الشعور بالذنب، تضارب الولاء ، اللا مبالاة، الخوف من الهجر...
عندما ينعدم التفاهم بين الزوجان و تتعارض وجهات النظر، الأهداف، الطموحات، أساليب التفكير، عندما ينعدم الحب ويختفي التراحم، حين تندلع المشاجرات وتستعر المنازعات، حين يسود حب الذات وينعدم الأحترام، وتفشل كل محاولات الإصلاح والوساطة,.... هنا تستحيل الحياة الزوجية وتصبح التفرقة رحمة لكلا الطرفين . ربما يكون الطلاق في حد ذاته أمرا بغيضا لكثير من الناس الذين يرون فيه قطعا لأوصال علاقة بدأت وكان من المفترض أن تدوم وأن تقاوم كل العواصف التي تهب خلال مراحل الحياة، لكن حين تنتفي الشروط الأساسية للحياة الزوجية وهي الحب، الأحترام، المودة والتراحم، وتكون الحياة جحيما لايطاق، من هنا يكون الأنفصال هو أفضل الحلول، فربما يكون التخلص من عضو فاسد في الجسم - وإن كان في ذلك البتر ألاما وافتقادا لدور ذلك العضو- هو أسلم وأضمن لعدم تفاقم وانتشار المرض أو التلف لباقي الجسم، وقد يري البعض وخاصة في مجتمعانا الشرقي أن الطلاق يأتي بأضرار بالغة علي الأطفال الذين يكونون هم الضحايا الأوائل لهذا الأنفصال، ونحن نتبني وجهة النظرهذه ونؤيداها فيما خلا أن تبرأ الحياة الزوجية مما ينغصها، فلربما يكون تأثير الأنفصال علي الأطفال من الناحية النفسية أهون من أن ينشأوا في جو من المشاحنات علي مختلف اشكالها .من هنا سوف نستعرض التأثير النفسي والمعنوي والمادي لحدث الطلاق علي الأطفال وأفضل الأساليب للتعامل مع هذا الحدث ، وسنستعرض أفضل الوسائل لكيفية إعلان ذلك الأمر للأطفال وكيفية إدارة الأزمة لكي نجعل منه حدثا عابرا في حياتهم لايدمرهم أو يقضي علي سلامتهم النفسية.
" في بعض الحالات قد يعكس الطلاق موقفا مسؤولا من جانب الزوجان. قد يكون الطلاق( في بعض الحالات) أفضل بدلا من إلقاء اللوم على الأطفال قائلا : أنا أبقي علي الزواج بسبب الأطفال." في الواقع، قد يختار بعض الأزواج الحفاظ على الواجهة متظاهرا بتجاهل المشاكل الحقيقية قائلا "إن الأنفصال سيدمر الطفل ، وسيحول دون نموه السليم ".
ويحذر الباحثين : لا ينبغي أن يكون وجود الأطفال هو الحجة لبقاء الزوجان معا، كما توضح دراسات مختلفة : قد يكون الطفل بأي حال من الأحوال أكثر سعادة مع أحد الوالدين مع قليل من الصراعات أكثر من البقاء مع أبوين لايكفان عن التشاجر !

نظرة عامة على المشاكل الناجمة عن الانفصال وعواقب الطلاق قصيرة المدي :
الانفصال أو الطلاق في حد ذاته خطوة صعبة للغاية، ولكن حين يكون للزوجان أطفالا، فإن الأمر يكون أشد إيلاما. فقد يتسبب الطلاق في انخفاض الشعور بالأمن والحماية اللذان يتوفران في جو الأسرة بوجود الوالدين .
وتشير الدراسات إلى أن الطلاق يمكن أن يكون مدمرا بالنسبة للأطفال تماما كوفاة أحد الوالدين. ولكن كل هذا يتوقف على الطريقة التي يدار بها هذا الوضع. فالصبيان هم أكثر عرضة من البنات. أصعب الفترات بالنسبة للأطفال هي فترات السنوات الأولى في حياة الطفل، من ثلاث إلى ست سنوات والمراهقة. ومع ذلك، فإن فترة المراهقة، هي الأكثر إيلاما لأنه في هذه السن، يكون الشباب بحاجة ماسة إلى علاقات تتسم بالأستقرارعلاوة علي قدرتهم في إدراك الأمور. ما لا يجب فعله هو التقليل من هذه الظواهر كأن يقال لهم أن (الأمر عادي )ولكن يجبالأعتراف بالاحتياجات العاطفية المتزايدة للأطفال في هذه الأوقات العصيبة. إن تلبية هذه الاحتياجات هي مهمة صعبة بالنسبة للآباء لأنهم هم أنفسهم في فترة أزمة حادة تتسم بالحزن، الشعور بالذنب والاضطراب.
في أعقاب الأنفصال تنجم لدي الأطفال ظواهر نفسية وسلوكية متفاوتة تكون بسبب عدم قبول الطفل لوضع لم يعتاد عليه حين يري أبويه لم يعودا سويا امامه كسابق عهدهما فتعتريه ظواهر نفسية سلوكية غير إرادية لتعبيره لاشعوريا عن رفضه أو حزنه حيال تلك الصدمة التي ربما لايتفهم أبعادها جيدا :

الأرتداد : كلما كان الأطفال أصغر سنا، كلما طالت فترة الحرمان، كلما زادت المخاطر. ويتطلب انفصال الآباء من الطفل أن يتكيف فجأة علي الوضع الجديد وإعادة تعريف كاملة لعالمه وهو ما يؤدي إلى حدوث تباطؤ في نموه، وحدوث فترة تراجع أو نكوص . ويميل الأطفال من 3 إلى 5 سنوات إلي محاولة انكار الانفصال عبر انتهاج سلوك مرتبط بمرحلة سابقة : "التبول" في الفراش، صعوبة اللغة، الكوابيس الكثيرة.
العدوانية : في أي سن، يعبر الأطفال عن الغضب في بعض الأحيان محاولين بذلك التوصل الى الطرف المذنب. هذا الغضب يمكن أن يفسر كنوع من إخراج لشعورا مكبوتا بالرفض والعجز. الأطفال لا يختارون هذا الأنفصال : فهم يعانون من قرار آبائهم، وبالتالي فهم يشعرون بالعزلة. الغضب الذي يحدث بعد صدمة الإعلان عن الأنفصال وهو رد فعل طبيعي، و يمكن اعتبار بناءة.
الحزن: في كثير من الأحيان يعيش الأطفال والمراهقون وحدهم. هذا الشعور العميق بخيبة الأمل حيث يزعزع الصورة التي لديهم عن أنفسهم وعن علاقتهم بالآخرين.
الشعور بالذنب: يتساءل الأطفال عن سلوكهم وتصرفاتهم السابقة، ويشعرون بالمسؤولية عن المنازعات التي حدثت بين والديهم أو عن قرارهما بالأنفصال. دون فهم "لماذا" ، فهم يستنتجون أنهم هم المسؤلون، وخصوصا في سن 8-9 سنوات.
الخوف من أن يتركهم الاباء: غالبا ما يترك الطفل مع الأم، وبالتالي يعتقد أنه قد فقد أباه لأنه لا يراه في كثير من الأحيان كما كان الحال من قبل. وبناء على ذلك، كثيرا ما يخافون أيضا من فقدان الأم لأن هذه الأخيرة بسبب هذه الحالة، ستضطر للعمل أو استئناف دراستها، وبدورها ستكون أقل تواجدا مع هذا الطفل.
محاولة المصالحة : لدي الأطفال رغبة قوية جدا، حتى بعد 10 سنوات، في التوفيق بين والديهم. فهم يبتكرون العديد من الخطط في سبيل ذلك، إذ أنهم يرون أن خطوة الأنفصال تنذر باضطرابات وتحمل نذر خطيرة .
وبخاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بسلوك واضح من اللا المبالاة . يمكن للطلاق أن يزيد من مشاعر القلق ولكن بشكل عام، يميل المراهقين إلى مزيد من الانسحاب من أجل مجابهة الألم الناتج عن تفكك الأسرة. بعد أن شهدوا صعوبات الحياة الزوجية، فإنه يشكك في صحة الزواج والأبوة.
تضارب الولاء : كل علماء النفس لا يوافقون على هذا المفهوم، ولكنهم جميعا يدركون أن الطفل يمكن أن يقدم الدعم لأحد والديه الذي يعتقد أنه هو الضحية والأكثر ضعفا. في هذه الحالة تتهيأ الظروف لظهور تضارب الولاء. كثير من الآباء لايرضون أن يكون أطفالهم علي علاقة إيجابية مع الزوج السابق. من ثم يتبلور الشعور لدي الطفل أنه دائما يخون أحد والديه : " إنني لا أستطيع أن أقول لوالدتي أنني أقدر اللحظات التي أعيشها مع والدي لأن ذلك الأمر يثير غضبها أو أنني إذا ما قلت شيئا ضد والدي، هكذا فأنا أخونه... " من هنا تكون هناك ضرورة لمساعدة خارجية ومتخصصة و وهناك حاجة لمساعدة الطفل للخروج من هذه الحلقة المفرغة.
للطلاق أيضا آثارا اقتصادية : يلوم الأبناء الأم بسبب القيود التي تفرضها علي الميزانية ويبحثون لدي والدهم عن تعويضات مالية لهذا التفاوت. هذا المسعى سوف يكون أكثر تجاوبا من جانب بعض الآباء لتعويض عدم وجودهم عن طريق تقديم الهبات المالية لأطفالهم.

ما هي عواقب الطلاق بعيدة المدي على الأطفال؟
هذه القضية أثارت الكثير من النقاش بين أخصائيو الطب النفسي ! وللإجابة علي ذلك، درس باحثون سويدين الأطفال الذين نشأوا في الأسر ذات العائل الواحد. وتشير النتائج إلى أن هذا الوضع ما زال يسبب عدم الارتياح، وبخاصة من جانب الأولاد.
عند تزايد عدد حالات الطلاق، يتزايد عدد الأطفال الذين تتم تربيتهم بواسطة أحد والديهم ( والدهم أو والدتهم). هذا هو الحال في فرنسا ولكن أيضا في السويد، حيث شهد ما يقرب من ربع المراهقين حالات انفصال الوالدين.
علي الرغم من أن العديد من الدراسات التي تسعى إلى تسليط الضوء على الآثار النفسية والبدنية أو الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الانفصال، فإن النتائج لا تزال في كثير من الأحيان مثيرة للجدل.
للمضي قدما في المناقشة، قررباحثين من استوكهولم تقديم مساهمة كبرى :حيث قاموا بعقد مقارنة بين 65085 طفل ينتمون لأسر ذات عائل واحد و 921257 طفلا تربوا في إطار نماذج أسرية تقليدية ( في وجود كلا الأبوين)، وأجريت تلك الأبحاث استنادا إلى السجلات الوطنية (الأمن الاجتماعية،الضرائب، والمستشفيات،...). واستمرت الدراسة علي مدي 8 سنوات من 1991 حتى 1999. وهكذا، لم تكن أهدافهم قاصرة علي تقييم الآثارالفورية أو على المدى القصير التي تنجم عن الطلاق، ولكن تأثير الطلاق بعيد المدى على الطفل.

خطر الوفاة متزايد : في التحليل الإحصائي لبيانات جمعت بطريقة متطورة جدا، توصل العلماء إلى الاستنتاج التالي : التربية في أسرة ذات عائل واحد تتسبب في أضرارا لدي الأطفال. ومن ثم ترتفع معدلات الوفيات لديهم هؤلاء الأطفال، وخصوصا ما بين 13 و 17 عاما. وكان ذلك يتعلق أساسا بالصبية الذكور،حيث تضاعف لديهم خطرالتعرض للموت من بين أولئك الذين تربوا مع أحد الوالدين فقط.
أما لدي الفتيات، يبدو أنه ليس هناك أي فرق في معدل الوفيات بوجه عام. ولكن بالنظر بدقة في أسباب الوفاة، وجد العلماء أن المراهقات من الأسر ذات العائل الوحيد يقدمن علي الانتحار بنسبة أعلي مرتين، ويكن عرضة للوفاة ثلاث مرات أكثر بعد تناول جرعة زائدة من المخدرات أو الكحول .
ملاحظة : وجد أن هناك انخفاض في معدل الوفيات بين الأطفال في الأسر ذات العائل الوحيد الذين يعكف آبائهم علي إدمان المخدرات أو الكحول).
اضطرابات كثيرة: وبالاضافة الى ارتفاع معدلات الوفيات، الأطفال الذين يعيشون في الأسر ذات العائل الواحد لديهم مخاطر التعرض لمشاكل مختلفة. من بين هذه المشاكل : الاضطرابات النفسية ( كالاكتئاب وانفصام الشخصية...) وكانت هذه الظواهرأكثر عددا وخاصة أثناء الطفولة وليس المراهقة. محاولات الانتحار، السقوط،، التعرض لحوادث الطرق كانت معدلاتها أعلى أيضا.
ايما كان التعرض لخطر الوفاة أو تطوير مختلف الاضطرابات الجنسية، فلا يبدو أن جنس الأبوين له تأثير على هذه النتائج. ولكن ربما كان ذلك بسبب انخفاض عدد الآباء العزاب : من بين 085 65 أسرة ذات العائل الواحد من الذين أجريت عليهم الدراسة، كان هناك 5433 من الرجال.
المشاكل المالية : تظهر هذه الدراسة إلى حد بعيد أن الطلاق ليس له تأثير إلا على المدى القصير، ولكن هناك تأثيرا دائما على مستقبل الأطفال. ولكن وفقا للباحثين، فإن المشاكل الرئيسية تكون بالأكثر اجتماعية- مادية. في الواقع، إن الافتقار إلى الموارد التي يواجها أحد الأبوين منفردا تؤثربشكل مباشر أو غير مباشرفي صحة الأطفال وسلامتهم . ولكن حتى معالتغلب علي مشاكل الدخل، تظل هناك آثارا سلبية غير مستحبة حين يتربي الطفل في أسرة العائل الواحد.
لتفسير هذا الأمر، يسلط الباحثين الضوء على التعليم من خلال أحد الأبوين أو عدم وجوده المحتمل. وأشاروا بوجه خاص إلي الخلافات التي تسبق وتتبع الأنفصال بين الآباء والأمهات من الممكن أن تزعزع استقرار الطفل.
ملاحظة : ورغم أن هذه الدراسة ركزت على عدد كبير جدا من الأطفال، يجب علينا أن نظل حذرين. أولا، تجدر الإشارة إلى أن العلماء استخدموا أدوات احصائية مختلفة لمحاولة تفسير النتائج والمقارنة بين المجموعات، واستنتاجاتهم تستند علي هذه الخيارات التي يمكن أن تشتمل علي هامش من الخطأن كما أنهم يعترفون أنفسهم أنه في حالة الاضطرابات التي تؤثر على الأطفال،هناك خلالا إحصائيا .
في الواقع أن البيانات المستخدمة جمعت من خلال المشاورات أو عدد مرات دخول المستشفيات التي لا تدل على شدة المرض. إذا كان أحد الوالدان قام بالأستشارة لمشاكل أكثر اعتدالا، فستكون النتائج غير دقيقة . ومن الممكن أن هؤلاء الآباء أوالأمهات، لكونه المسؤول الوحيد عن الطفل، يشعر بالقلق بسهولة ويصطحب طفله في أحيان كثيرة إلى الطبي

0 commentaires :

Enregistrer un commentaire

اهلا و مرحبا بكم على موقع
ثقف نفسك
www.alomix.com
اضغط هنا للتعليق على الموضوع

دورة الفيسبوك

Fourni par Blogger.

المشاركات القديمة